السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. لا اعرف كيف أشرح لكم قصتي لانها طويلة ومعقدة بدأت منذ أول يوم في زواجي.
حيث لم أعش أبدا حلاوة وهناء الايام الاولى من الزواج فزواجي كان عنوانه الهم والغم والقلق والتوتر والمشاكل منذ اول يوم منه
ابن خالتي, كان شابا في 33 من عمره, موظف باحدى المحاكم, يتيم الاب, معيل لامه وإخوته, كان في بداية التزامه, مواظب على الصلاة في المسجد النوافل, متابعة الشيوخ والدروس الدينية,,,
كنت شابة في 27 من عمري, حاصلة على دبلوم مهندسة دولة وكنت ابحث عن عمل تتوفر فيه الضوابط الشرعية لعمل المرأة.
كنت طالبة في احدى دور القران. في بداية التزامي, بدات بحفظ القران وإعطاء بعض الدروس الدينية للنساء في حيي
كان حلمي ان اجد شابا ملتزما يعينني على امر ديني ويكون رفيقي في درب السير الى الله أبني معه أسرة مسلمة ملتزمة تلتزم شرع الله في كل صغيرة وكبيرة من حياتها, كنت أحلم بزوج يكون أخي في الله قبل أي شيء
خطبني من والدي, أخبرته بكل ما أحلم به ومخطط حياتي وكيف أريد أن أبني أسرتي وأني أريد ان أعمل واشترطت عليه كل شروطي كان يجيب انه موافق بقدر ما كنت واضحة معه وصريحة بقدر ما كان غامضا ومبهما لكن لقلتي خبرتي في الحياة صدقته وتزوجنا
في يوم عقد القران حدث سوء تفاهم بينه وبين اخي, الذي كان صديقه المقرب, أخذ منه موقف وأخذ موقف من ابي لانه اشترط عليه مبلغا محدد للصداق غير الذي وعدني هو به أسرها في نفسه ولم يبدها, وبعد زواجنا كان شخصا اخر غير الذي رايته وقبلت الزواج به
تهاون في الصلوات, إهمال قراءة القران, نظر لصور النساء في التلفاز, عبوس و صمت رهيب,,,,من جهة اخرى جفاء’قسوة,اهمال تام لي, صمت رهيب, ينهرني لابسط الاسباب, تحقيرر وإهانة مستمرة لي,,,,كأني غير موجودة تماما
بخل كبير معي كلما احتجت شيئا أظل اطلبه وأرغبه اياما وليالي حتى يعطيني نصف ما طلبت او أقل في حين انه يصرف النقود يمينا وشمالا عليه وعلى امه وإخوته, لا يهتم لحزني ولا لمرضي ولا لألمي أشك احيانا انه يراني,,,
كنت أحاول اخفاء حزني وأتلطف معه وأتودد له فلا يزيد إلا بعدا وجفاء وقسوة مرت الايام وبدات المشاكل مع امه وبدات الامور تتعقد والدائرة تضيق حولي أصبح يكره اهلي و يسيء معاملتهم وأنا اتودد الى امه
وإخوته وأحاول كسب مودتهم
لكن امه كانت قاسية جدا لا ترحم, وهو لا يحرك ساكنا تجاه ظلمها لي ضيع ابسط حقوقي الزوجية من اجل ارضاء امه, منعني من العمل, منعني من دار القران, ليس لي لا جيران ولا صديقات,اهلي بعيدون عني منعني من الذهاب اليهم
يقضي يومه وليله خارجا وإن عاد للبيت فمع التلفاز او النت ذهبت مرارا لبيت اهلي وطلبت الطلاق لكنه كان يرفض وياتي لطلب السماح والاعتذار ولأني ساذجة او ربما لأني احببته كنت أعود معه على أمل أنه سيتغير وأنجح معه في بناء الاسرة التي حلمت بتكوينها
دائما ومنذ الشهور الاولى لزواجنا كنت اجده يتحدث مع البنات في النت,الجوال,,,يقضي ليله امام النت يغازل البنات وهذا الامر تاكدت منه مرارا, أحيانا كنت اراه يشاهد القنوات الخليعة,,,كلما واجهته بأفعاله نهرني وانكر
حاولت مرارا فتح باب الحوار معه لكن دون جدوى, كان يتهرب من الكلام معي و يتفاداني كتبت له الرسائل أعظه تارة واستلطفه أخرى.
أعبر عن حبي ورغبتي في بناء اسرة سعيدة معه, طلبت منه ان يشرح أين يكمن مشكله معي ولم هذه المعاملة وما الذي يرضيه عني, لكن كل محاولاتي باءت بالفشل و لم يخرج عن صمته
بعد سنتين من زواجنا رزقنا بطفل قلت ربما سيتغير ويهتم باسرته لكن لا حياة لمن تنادي أصبح يسمع الموسيقى, لا يصلي في المسجد, لا يلمس المصحف ابدا, كذب, خيانة, عدم وفاء بالعهود,بنات,,,حاولت بكل الوسائل ان اكسب وده
قرات كثيرا في فن العلاقة الزوجية واستعملت معه جميع الاساليب دون جدوى لم أحس معه ابدا اني زوجة. أمه تدير شؤون البيت كلها انا فقط خادمة, يقضي وقته في الخارج, فسح’رحلات, رياضة,,,,,ليله يقضيه في مغازلة البنات وأنا لا وجود لي في حياته لم أعدأعرف كيف أتصرف؟
حياتي كلها اصبحت دموع وألم ووحدة وفراغ أحاول التحمل والبقاء لاجل ابني حتى لا يعاني من الطلاق لكني اتعذب كثيرا أفكر مرارا في الطلاق لكن اخاف عواقبه
وفي نفس الوقت احس ان كرامتي تهان مع رجل خائن ويعبر عن رفضه لي بكل الوسائل مع انه يدعي حبي كلما تركته وذهبت لبيت اهلي ماذا افعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
فإني أرحب بالسائلة الكريمة وأتمنى أن تجد في هذا الموقع ما ينفعها في حل مشكلتها.
* الزواج مسؤولية كبرى وأمانة عظيمة، والواجب على ولي أمر الفتاة أن يراعي الله في اختيار المتقدم لموليته وأن يجتهد في السؤال عنه والبحث عن دينه وأخلاقه وأمانته كما في نص الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وأن لا يكتفي بسمعة العائلة أو السؤال العابر عنها بل لابد من التحميص والتدقيق فهذه نواة أسرة قادمة يفترض أن تستمر مدى الحياة، وهنا المحك في سعادة الحياة أو تعاستها بعد قدر الله عز وجل.
* العلاقة الزوجية لا يمكن أبدًا أن تخلو من المشاكل والمنغصات، بل لا يوجد بيت أبدًا في هذا الوجود يخلو منها.. والمعنى هو على قدر صعوبة هذه المشكلات وسهولتها، وتكرارها وعدم ذلك، وتشطرها أو اقتصارها على شخص أو أكثر في المنزل.
* المشكلات الزوجية إن كانت متعلقة بالحياة الدنيا ونمط الحياة ومعيشتها وما يتعلق بذلك فهذا أمره أسهل ويمكن التفاهم عليها والنقاش والأخذ والرد حتى يتوصل إلى نقاط مشتركة.
وأما إن كان في الدين؛ فإن كانت من سائر الذنوب صغيرها أو كبيرها فهنا له أمر وعلاج، وإن كانت عنده أمور مكفرة تخرج من الدين كترك الصلاة بالكلية فهذا لا يمكم التهاون به بأي حال.
وبناء على ما تقدم فإني أنصح السائلة الكريمة بأن تتخذ برنامجًا مع زوجها يتناول جميع النقاط الأخرى التي تعيبها فيه، وما دام الرجل يصلي فهو لا يزال في دائرة الإسلام مهما كانت عنده من الصفات والأخلاق السيئة.. خصوصا أن بينكما ولد يُراد له أن يعيش في بيئة صحية وسلمية.
ومن الأمور المهمة: الرفق في التعامل، والنصح واللين، والنظر في الأسلوب المناسب في ذلك كله، واختيار الأوقات المناسبة وتعاهده بين فترة وأخرى، فلا يكون مستمرًا يجعله ينفر ولا يستجيب، ولا يُنسى بحيث لا يُذكَّر أبدًا.
وأما العلاقة بين أهله وبينك فمدارها على اللين والرفق واستجلاب النفوس بالهدية والنقاش والحوار الهادئ في الأوقات المناسبة كل هذا لعله مما ينفع ويظهر أثره.
كما أنصحك بإحسان التبعل والنظر فيما يرغبه في النساء الأخريات وإن كان الشيطان يزين له المرأة الأخرى ولو كانت أقل جمالًا إلا أنه من المهم جدًا إحسان التبعل الزوجي ومعرفة ما يحب وما يكره والعمل على هذا الأساس.
ومن الأمور المهمة في العلاج عدم اليأس والقنوط واستعجال الثمرة وعدم الصبر فالعلاج طريقه طويل، وكل ما قويت ثقة المسلم بربه زاده ذلك يقينًا وطمأنينة وثباتًا في مواجهة ما أهمه من أمور وإذا زاد على ذلك بالصبر والصلاة والدعاء في أوقات الإجابة وملازمة الاستغفار صار ذلك أقرب لفرجه وانكشاف كربه وجلاء همه وذهاب غمه.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
الكاتب: الشيخ محمد بن علي العرفج
المصدر: موقع المستشار